الحايك الصويري


                                                                                      
الحايك ذلك اللباس الذي كانت المرأة الصويرية تتحده كجدار عازل بينها وبين العالم الخارجي كرمز لعفتها ولمكانتها الاجتماعية فكان رغم بساطته لونا مميزا لها بطريقة لباسه والمواد المصنوع منها فتجده من نوع المحربل الأبيض كطيبة أهل المدينة أومن خيط السدا الرفيع في ذوقه كتشبثهم بأصالتهم أو بصوف محبوك الدرازة يتخذ ألوانا ثابتة ما بين سواد ليلها  ولون القهوة المعتقة واصفرار أزهار اللوفيا التي كانت تعج بها غاباتها  ، فكان الحايك كالسور الذي يحيط المدينة ليحميها
حتى لا تكاد عين المتتبع الفصل بين السور ونساء تمشي بجواره كأنهما معا يعزفان لحنا خالدا من الأصالة والعراقة ، لكن المدينة الصغيرة تحررت من أسورها والفتاة الصويرية شقت طريقها للجامعات وانفتح الكل على عالم اكبر عالم أسرع فرض نوعا من التحرر تجاوز السور لفضاء أوسع كان لابد للمرأة ان تخرج هي أيضا لتسكن وتعمل خارج هذه الأسوار فكان لزاما ان تتحرر من الحابك ولتعوضه بجلباب مغربي تفنن الصانعون في تزيينه وتنميقه ليتناسب مع طموحاتها ،هي سنة الحياة فاللباس المغربي عرف تطورا كبيرا عبر عصور التاريخ ، والحايك الصويري مازال أمامه سنوات يختال فيها بين حواري موكادور لينسحب ويتخذ لنفسه ركنا بمتحف التاريخ وعلى لوحات الفنانين .

تعليقات

  1. من الجميل عمل مدونة عن مدينة الصويرة التي أتمنـى زيارتها

    بالتوفيق

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة